علي مائدة رمضان – شهر التقوي – أخلاق المتقين..
الحلم والصفح من صفات الصالحين المتقين الذين قدروا الله حق قدره، وتخلقوا بما يجب أن يكونوا عليه أمام خالقهم..
يقول تعالي: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) (سورة الفرقان:٦٣)..
أي لا يردون علي السيئة بالسيئة، وإن كانوا يقدرون علي ذلك.. بل يردون علي الجهال والسفهاء بقولهم سلام عليكم لقوله تعالي:
(وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ) (سورة القصص:٥٥)..
فالمسلم الحليم لا يقول إلا كل خير..
قيل أن المسيح عيسي مر علي جماعة من اليهود قالوا له شرا، قال فيهم خيرا، فقالوا له يقولون فيك شرا وتقول فيهم خيرا ؟!، قال: "كل يأتي بما عنده"..
و في الحديث: "إذا جمع الله الخلائق نادي مناد أين أهل الفضل؟ فيقوم ناس.. وهو يسير..
فينطلقون سراعا الي الجنة، فتلقاهم الملائكة فيقولون إنا نراكم سراعا فمن أنتم؟،
فيقولون نحن أهل الفضل..
فيقولون ما كان فضلكم؟
فيقولون كنا إذا ظلمنا صبرنا.. وإذا أسيء إلينا غفرنا.. وإذا جهل علينا حلمنا..
فيقال لهم أدخلوا الجنة فنعم أجر العاملين" (البيهقي)
جاء رجل إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم وأمسك بتلابيبه وقال:
أعطني يامحمد من مال الله الذي ليس من مالك ولا مال أبيك..
فهم أصحاب رسول الله أن يؤذوه،
فقال لهم رسول الله صلي الله عليه وسلم: "أتركوه.."،
ثم أخذه رسول الله ودخل به الي بيته وأعطاه وأطعمه، وقال له: "أرضيت يا أعرابي.."، قال لم أرض بعد..
فأعطاه ثانية وقال له: "أرضيت يا أعرابي.."، قال لم أرض بعد..
وفي الثالثة أعطاه وأطعمه وقال له: "أرضيت يا أعرابي.."، قال: "نعم قد رضيت يامحمد.."،
قال: "فأخرج فإن في أصحابي شيئا منك، فأخرج اليهم واسمعهم كما أسمعتني.."
فخرج الأعرابي وقال: "ياأصحاب رسول الله: إني قد رضيت عن محمد صلي الله عليه وسلم.."، فأراد أن ينصرف،
فقال له رسول الله: "لن أتركك يا أعرابي حتي أمسك بتلابيبك كما أمسكت بي.."،
فقال له الأعرابي: "والله لن تفعل يا رسول الله.."،
قال: "ولم ؟"،
قال: "لأنك لاترد السيئة بالسيئة، و لكنك ترد السيئة بالحسنة.."،
فضحك رسول الله صلي الله عليه وسلم..
اللَّهُمَّ اجْعَلْ رمضان شاهدا لنا لا علينا..
آآمين..
وصَلّى اللهُ علَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ وسلِّمْ..
منقول